لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أَشَدُّ من ذلك
الحديث عن أنس بن مالك – رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” لو لم تذنبوا ، لخشيت عليكم ما هو أكبر منه العُجْب”
خلاصة حكم المحدث الالباني على الحديث : صحيح – صحيح الجامع ص 5303
العجب
العجب من اشد الذنوب التي تخشى منها , لان جميع الذنوب يعرف صاحبها انه مذنب , فيستغفر الله منه , اما ان يعجب المرء بعمله فهذا يجره الى التكبر والمباهاة بعملة مما يؤدي به الى الهلكة
فالعجب بالعمل يدفع صاحبه للكبر الذي يؤدي الفخر والاستطالة على العباد وان ما قام به لم بقيم به احد غيره
العمل الصالح يدخل النار
ولقد قال ابن القيم – رب طاعة أدخلت صاحبها النار ورب معصية أدخلت صاحبها الجنة –
قال تعليقا على هذا الكلام : الطاعة قد تورث صاحبها العجب والكبر والغرور فورده النار , والمعصية قد تورث صاحبها الذل والانكسار والخوف من الله فتورده الحنة
وعن سليمان – رضي الله عنه – انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – ” ثلاثة لا يدخلون الجنة : الشيخ الزاني , والإمام الكاذب , و العائل المزهو”
لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أَشَدُّ من ذلك
في الحديث لطيفة , وهي انه ليس معصوما من الذب احد من بني ادم , ولو لم يذب العبد لأصابه الغرور بعمله وانه العابد الزاهد .
والعجب والغرور من مداخل الشيطان على العباد والزهاد , حتى يفسد عليهم عملهم .
عبادة 500 سنة لا عدل نعم الله
يذكر ان رجلا ممن كان قيلنا عبد الله 500 سنة لم يعصه فيها , ويقوم القيام يقول الله – عز وجل – ادخلوا عبدي الجنه برحمتي – فيغتر العبد بعمله فيقول بل بعملي , فيقول الله – عزوجل ادخلوا عبدي الجنة برحمتي – فيقول العبد بل بعملي , فيقول الله عز وجل زنوا اعماله ونعمي عليه , واذا بعبادته لم تزن نعمة البصر , فيقول الله – عزوجل- ادخلوه النار , فيقول واين رحمتك يارب , فيقول جل وعلا ادخلوه الحنة
فليعلم المعجب بعمله ان عمله توفيق من الله ورحمه . ليس بإرادة منه
فإياك والعجب , فلو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو اشد مه – العجب .