منوعات

لماذا لانستطيع القضاء على الفيروسات بسهولة ؟!

لماذا لانستطيع القضاء على الفيروسات بسهولة ؟!

يمكننا تلخيص المكونات التي تشترك في تركيب غالبية الفيروسات كالتالي :

  • المحفظة الخارجية محاطة ببروتينات معينة (بعض الفيروسات العارية لا تمتلك محفظة)
  • الحمض النووي (داخل محفظة نووية أو حرًا)
  • تملك بعض الفيروسات بروتينات معينة تساعدها في السيطرة على خلية المضيف من أجل نسخ ذاتها  
  • وعلى هذا فالفيروس لا يُعد كائنًا حيًا! فهو لا يملك القدرة على التكاثر بذاته ولا يملك آلية مستقلة لذلك.

تتساءلون، كيف يتكاثر الفيروس و ينتشر ويعدي ويصيبنا بالأمراض الخطيرة إذن؟! سؤال في مكانه. الفيروس كيان ماكر بكل معنى الكلمة، فهو يستخدم خلايا مضيفه حتى يتكاثر وينتشر. يتم ذلك بدخول الفيروس إلى الخلية ومن ثم دمج حمضه النووي بالحمض النووي التابع للخلية و نسخ ذاته عددًا هائلاً من المرات، حتى تصل الخلية إلى مرحلة الانفزار، فتموت وتنتشر من داخلها نسخ الفيروس. وكما البشر، فبعض من الفيروسات متعالية لا تقبل أن تدمج حمضها بحمض الخلية التي أصابتها، بل تجبرها على نسخ الفيروس دون أن تندمج به.

وبعد المقدمة البسيطة، يمكنني الآن أن أشرح السبب وراء عدم وجود علاج لجميع الفيروسات، إذا لا ننسى أن بعض الفيروسات الأخرى نستطيع علاجها بشكل ناجح جدًا، كفيروسات الحلأ Herpes virus، وتنتمي إلى فصيلتها الفيروسات التي تسبب “حزام النار” و”العنجز” أو”أبو خريون”.

السبب الأول في عدم وجود العلاج: هو أن الفيروس يقطن داخل الخلية وهذا يعني أننا حتى نقضي عليه علينا أن ندمر الخلية ذاتها، كما أن الفيروس حين يختبئ داخل الخلية لا تتعرف عليه خلايا الدفاع في جسمنا، ولا تدرك خلايا الدم البيضاء ذلك إلا حين تتفجر الخلايا المصابة ناشرة ملايين النسخ من الفيروسات التي تكاثرت داخلها.

السبب الثاني: هو أن الفيروس ليس كائنًا حيًا، وإنما ببساطة هو قطعة من البرمجة المورثية، والتي تقتحم الخلية وبالتعبير العامّي “تلعب في مخها” فتغير برمجتها وتجعل وظيفتها نسخ الفيروس قدر المستطاع.

فإذا أردنا القضاء على الحمض النووي للفيروس ستتضرر جميع الخلايا الحاوية على حمض نووي، أي حرفيًا كل خلايا الجسم.

مضادات الفيروسات غالية الثمن بشكل عام، لأن دراستها صعبة ولكل فيروس صنف علاج معين -إن وُجد- يتداخل مع إحدى مراحل انتساخ الفيروس داخل الخلية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى